الحركة النسوية الأردنية.. عقود من النضال
تاريخ طويل بات اليوم مسجلا باسم الحركة النسوية الأردنية، دونته نساء ناضلن لسنوات طويلة من اجل جر وعي المجتمع إلى العديد من المفاصل الحرجة التي في حياة المرأة الأردنية، وإلى العديد من التشريعات التي تسلب منهن حقوقا أساسية، إضافة إلى غياب المساواة في مجالات عديدة أخرى في الفضاء العام.
الحركة النسوية في الأردن انطلقت في أوائل أربعينيات القرن الماضي، مغامرة برفض اشتراطات المجتمع الأبوي، الذي يستبعد المرأة من الفضاء العام ويحصر أدوارها كربة منزل ومقدمة رعاية لعائلتها.
لكن البدايات لم تكن مفروشة بالورود أمام الحركة النسوية، فعلى مدى 30 عاماً، كانت نسبة الإنجاز غير مرضية، ولا تحقق العدالة لنساء الأردن اللواتي وضعن ثقتهن في طليعيات حملن مسؤولية الكشف عن الاختلالات في مجتمع كان ما يزال في طور التشكل، رغم أن نضالات المرأة سبقت تاريخ تأسيس الدولة.
مع نهاية خمسينيات القرن الماضي، أصبحت الدولة الأردنية أقل تحفظا مع حقوق المرأة، فقدمت دعما مهما لدخول النساء العمل العام، كما شجعت تعليم الفتيات على نطاق واسع، ودعمت انضمام النساء للقوى العاملة، خصوصا في قطاعي التعليم والتمريض، لكن تلك التطورات ظلت في حدود متدينة، خصوصا أن غياب المساواة بين الرجل والمرأة ظل ملمحا أساسيا يلون كثيرا من أطر الفضاء العام.
مع إلغاء الأحكام العرفية، وعودة الحياة الديمقراطية إلى الأردن في العام 1989، بدأ عهد جديد من عمل الحركة النسائية، ومع ذلك، فلكل عهد تحدياته الخاصة، خصوصا مع التأثير الواسع للقوى المحافظة في المجتمع وفي البرلمان.
في كتابها "سنوات من النضال.. الحركة النسوية في الأردن"، تستعرض الصحافية والباحثة رنا الحسيني زهاء قرن كامل من نضالات النساء الأردنيات، وتتبع لحظات الانتصار التي عشنها، والتحديات التي اضطرت الحركة لمجابهتها، وأهم المفاصل التي اصطدمت فيها الحركة مع القوى المحافظة.
أصدقاء منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 19 أيلول (سبتمبر) 2022، في نقاش موسع لكتاب الحسيني، "سنوات من النضال.. الحركة النسوية في الأردن"، تشارك فيه، إلى جانب المؤلفة، الأستاذة ليلى نفاع، والأستاذة نور الإمام، ويقدمهم للحضور ويدير الحوار مع الجمهور الأستاذ يوسف إبراهيم.